17 - 07 - 2024

إيقاع مختلف| الولد النجيب

إيقاع مختلف| الولد النجيب

يا أيها الولدُ النَّجِيبْ

يا أنجبِ الأبناءِ 

فى الوطنِ الحبيبْ

شَيْخٌ وفِى يَدُه عَصاً

يمشِى 

تُصافِحُهُ الشَّوارعُ 

والمقَاهِى والدُّرُوبْ

وتُقَبِّلُ الحاراتُ وَجْنَتَهُ

فَيُوشِكُ مِن تَواضُعِهِ يذوبْ

وَمقامُ سَيِّدنَا الحُسينِ 

يراهُ،

يعرفُ دُرَّةً مخبوءةً

فِى قَلبِه الغَضِّ الرَّطيبْ

يُلقِى السَّلامَ عَلى الحياةِ

فَيسمعُ الدُّنيا تُجيبْ

أُذُنٌ عَلَى قَلْبِ المَدِينَةِ

أَنصتَتْ

والعينُ تنظرُ من قريبْ

ويدٌ تُصوِّرُ سمتَنا

وتُعيدُ تَشكيلَ الملامحِ

والرُّؤَى

والرُّوحُ شمسٌ لا تغيبْ

والعِطرُ مصرىٌ

إذا مّسَّ الحروفَ

تَضُوعُ فى الكونِ الطُّيوبْ

يا أيها الولدُ الذى

حملتْهُ أفئدةُ الأزِقَّةِ

للمدَى الطَّلقِ الرَّحيبْ

وأبَى ارتحَالَ الرُّوحِ 

عن وطنِى

فَجَاءتْهُ المواكبُ

واستقرَّ التَّاجُ 

فوقَ جبينِهِ الحُرِّ المَهيبْ

كنت مدعوا إلى ليلة رمضانية بالغة الخصوصية فى مؤسسة (كتبخانة تيتى) الثقافية، وكان موضوع اللقاء إبداع عبقرى الروية العربية نجيب محفوظ، فى أكثر مناطقه سخونة وإثارة للجدل والنقاش على مدى ما يزيد على ستة عقود من الزمان، رواية "أولاد حارتنا"، هذه الرواية اللغم، التى أثارت ومازالت تثير العديد من الصراعات الفكرية، والتى فتحت أبواباً واسعة للتأويل الاجتماعى والسياسى والإنسانى والدينى، والتى كانت سبباً فى أن يتلقى كاتبها سكيناً فى الرقبة، فى محاولة للاغتيال.

وبعيداً عن الرواية وموضوعها وسخونتها، اكتشفت مجددا مدى اتساع الهوة بين ما كان الأدب يطرحه من قضايا، كانت تعرف طريقها إلى الدراما المسرحية أو السينمائية، ثم التليفزيونية فى مرحلة لاحقة،  وما أصبح سائداً اليوم فى هذه الميادين.

تذكرت أعمالاً مثل : ثرثرة فوق النيل، والرجل الذى فقد ظله، وشىء من الخوف، والسقا مات، والحرام، وعودة الروح، وقنديل أم هاشم، وسكة السلامة،  و.... و....... من ناحية، وكانت المقارنة الموجعة الفادحة بما أراه اليوم من ناحية أخرى.

اكتشفت مجددا مدى حاجتنا لأن نقرأ ونقرأ، ونتناقش ونتجادل، ونتفق ونختلف، ونقبل ونرفض، ونخوض معارك فكرية ذات معنى وذات جدوى لأنها تقدح الفكر بالفكر فينبثق نور الوعى، ونرى أين نحن، أين نقف، وإلى أين نحن متجهون.

المثقف دور، والمبدع رسالة، مهما تبجح علينا أولئك الذين يريدون أن يفرغوا كل إبداع من جوهره، ويدمغوا كل إبداع بالتفاهة تحت دعاوى مختلفة وكلمات براقة خادعة زائفة.
----------------------
بقلم: السيد حسن

من العدد الأسبوعي - اليوم مع الباعة

مقالات اخرى للكاتب

جِيل من الصور الطلِيقَة